الجمعة، 26 نوفمبر 2010

أين نحن من ((إيفون )) البريطانية وهل نتعلم منها شيئاً

كانت "إيفون" الصحفية النشطة والمغامرة تعمل لحساب صحيفة "صانداي أكسبرس" عندما تسللت في الليل بين الحدود الباكستانية ـ الأفغانية على ظهر حمار تارة أو في سيارة متهالكة .
.. وبعد أن وصلت كابول وأنهت مهمتها قررت العودة إلى باكستان ، وفي هذه الأثناء وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتقرر الولايات المتحدة شن حرب ظالمة على الشعب الأفغاني ... هذه التطورات دفعت حكومة طالبان للتشديد من إجراءاتها الأمنية تحسبا لحرب محتملة كما أغلقت باكستان حدودها مع أفغانستان .
قررت إيفون حينئذ الهروب من الطرق الجانبية منتحلة شخصية امرأة أفغانية خرساء، وعلى الحدود تأتي الريح بما لم تشتهي السفن حيث تسقط الصحفية المغامرة من فوق الحمار الذي تركبه ولم تدرك نفسها إلا وهي تصرخ باللغة الإنجليزية، وتسقط الكاميرا التي تحملها ليتحول الأمر إلى كارثة ورعب بعد أن سمعها أحد جنود طالبان.
تقول ايفون: "لن أنسى النظرة في وجه ذلك الرجل من طالبان وهو يرى الكاميرا. ووسط مشاعر الرعب كان لدي أمل في أن يبتعد ولكن ذلك لم يحدث.. ينفجر الرجل غاضباً ويسحبني من على ظهر الحمار ويحطم الكاميرا وخلال دقائق يتجمع حشد من الناس الغاضبين.. إنه كابوس والكل يصرخون: "جاسوسة أمريكية.. جاسوسة أمريكية" ، ويتم اقتيادها إلى السجن ليتم التحقيق معها.
كانت لحظات القبض عليها لحظات رهيبة وثقيلة .. بدأت الخواطر تتوارد عليها وتتخيل مستقبلها المظلم .. وقفز إلى ذهنها الروايات التي كانت تسوقها وسائل الإعلام والصحف عن فظائع حكومة طالبان المتعطشة للدماء والتي تفوق أكبر الأنظمة وحشية وهمجية في تاريخ البشر..فإما أن يمارسوا ضدها كل أصناف التعذيب أو في أحسن الأحوال رجم بالحجارة بعد تعذيبها لأيام .
وتحكي قائلة : "رفضتُ أنْ أكلمهم وأضربتُ عن الطعام، وكنتُ كلما ازددت رفضًا لتصرفاتهم ازدادوا لطفًا معي، وكانوا يقولون أنتِ أختنا وضيفتنا، ونريدُ أن تكوني سعيدةً، وكنتُ لا أصدق كلامهم، وكنتُ أقول في نفسي ربما لو عاملتهم بلطفٍ سيعاملونني بقسوةٍ، وستبدأ رحلة التعذيب بالكهرباء والاغتصاب وغير ذلك، وكنتُ أتصور أنهم سيفعلون معي كل ما يفعله الأمريكان في المسلمين بجوانتانامو أو أبو غريب.. ، وكان من أوائل الكتب التي قرأتها وتأثرت بها كثيرا كتاب "معالم في الطريق" للأستاذ "سيد قطب " رحمه الله .. لتعلن في النهاية اعتناقها للإسلام.. وتبدأ مرحلة جديدة في حياتها.
ردود فعل عنيفة على إسلامها
وبمجرد إعلان ايفون إسلامها شنت وسائل الإعلام الغربية هجوما عنيفا ضدها ووصفوها بأنها مصابة بمرضٍ نفسي يصيب الإنسان بعد اختطافه حيث يصبح فيه الشخص متعلقًا أو متعاطفًا مع مَن خطفوه، ولكن إيفون أكدت أنها لم تتعلق نفسيًّا بأحدٍ من طالبان ممن اعتقلوها.
ولم يقتصر الأمر على وسائل الإعلام ، فقد تلقت تهديداتٍ بالقتل وتمَّ الاعتداء عليها بالضرب من قِبل السلطات البريطانية لا لشخصها ولكن لاعتناقها الإسلام رغم أنها كانت مفضلةً جدًا لدى حكومة بلير البريطانية، وجاءتها رسائل تقول إنَّ أي شخصٍ يعتنق الإسلام أو يرتدي الحجاب في الغرب يضع نفسه في الخطوطِ الأولى للصدامِ.
وتشير "إيفون" إلى أن هذا التحديات تواجهها بالفعل معظم المسلمات المحجبات في الغرب وللأسف الشديد في بعض الدول العربية والإسلامية.
وأما أسرتها فلم تتقبل الأمر بسهولة ، تقول "إفون" : "لي أختان واحدة عاشت أكثر من عشرين سنة جارة لأسرةٍ مسلمةٍ ولهذا لم يكن سماعها للخبرِ غريبًا عليها وتقبَّلت الأمر بشكلٍ طبيعي، أما أختي الثانية فقالت لي في سخريةٍ أعتقدُ أنكِ قريبًا ستفجرين نفسك وتقومين بعمليةٍ انتحارية، وبالنسبة لوالدتي فمنذ ذلك الوقت بدأت تذهب إلى الكنيسة كثيرًا للتأثير على إسلامي وأمي بطبيعةِ الحال كانت متدينة، وهي قريبة جدًّا من الإسلام وعندما دعوتها للإسلام قالت لي أنا عمري 79 سنةً ولا يمكن أن أتغير".
جهود "إيفون" في الدفاع عن الحجاب:
صمدت "إيفون" إزاء هذه الحملة التي استهدفتها ، ولم يقتصر الأمر على مجرد إعلان إسلامها بل أخذت تتعمق في فهم ودراسة الإسلام ، وسخرت قلمها لتدافع عن قضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان خاصة قضية الحجاب.
فنجدها تسطر العديد من المقالات في العديد من المنابر منتصرة لقضايا الحجاب في الغرب والعالم الإسلامي ، ومنتقدة الهجوم على المحجبات في البلدان الإسلامية .. وفي هذا السياق أخذت تهاجم وزير الثقافة المصري "فاروق حسني" بعد  سخريته وهجومه على المحجبات.
تقول "إيفون"في محاضرة لها ضمن فعاليات المؤتمر العاشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي : لقد التقطت اليوم صحفًا مصرية لأكتشف أن وزير الثقافة قد لقب النساء اللاتي يلبسن الحجاب بأنهن رجعيات، متسائلة: كيف يجرؤ وزير مسلم على قول ذلك، ولماذا يصمت رجال مصر ويقفون عاجزين عن إسكاته، بعد أن طعن هذا الوزير في شرف وعفة كل امرأة مسلمة ارتدت الحجاب.
ووصفت فاروق حسني بأنه "عار" على الإسلام، واعتبرت تصريحاته مجرد كلمات حقيرة، متسائلة: أية رسالة تلك التي يريد أن يرسلها إلى شبابنا بكلماته الخبيثة؟، وقالت : إن هذا الوزير وجنسه هو تقليد شاحب من الرجال الحقيقيين خصوا أنفسهم في محاولة مثيرة للشفقة أن يصبحوا غربيين أكثر من الغربيين.
وأشارت ريدلي إلى أنه يجب أن يعزل الوزير من منصبه لإهانته كل امرأة مسلمة اختارت ارتداء الحجاب، لافتة إلى أن النقاب والحجاب أصبحا رمزًا لرفض أسلوب الحياة الغربية السلبي بما فيه من تعاطي المخدرات والمسكرات: إنها رسالة أخلاقية للغرب بأننا لا نريد أن نحيا بطريقتهم.
ورأت أن هؤلاء العرب الذين يريدون أن يكونوا غربيين في سلوكهم أكثر من الغربيين أنفسهم يثيرون السخرية أمام الآخرين.
ومن غرائب ما ذكرته قولها: آخر مرة زرت فيها القاهرة تم تلقيبي بالمتطرفة، الاتهام جاءني من شيخ الأزهر الدكتور "محمد سيد طنطاوي"، "لأني عندما مد إلي يده لمصافحتي رفضت المصافحة ـ التزاما بحكم شرعي ـ فقال لي أنت متطرفة".
وتسألت بأسى بالغ: من هو المتمدن ومن هو الإرهابي؟ لا أعرف، أنا مسلمة فقط لا أتبع شيخا بعينه ولا طائفة بعينها، أنا بكل بساطة اتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والسنة، هل هذا يكفي لاتهامي بأني متطرفة.
كما فضحت "إيفون" ممارسات النظام التونسي ضد المحجبات حيث تقول : كل يوم تقريبًا تتناهى إلى أسماعنا قصص مفزعة عن رجال الشرطة في تونس وأساليبهم في نزع الحجاب عن رؤوس النساء التونسيات.بعض من هؤلاء النسوة تعرضن للتحرش الجنسي بل وحتى ألقين في غياهب السجون بأمر من السلطات الحاكمة في حين أنهن لا ذنب لهن سوى الامتثال لفريضة دينية وهي ارتداء الحجاب.... ولعل اندهاش المرء يتزايد إذا تصور في المقابل حال السائحات الغربيات واستمتاعهن، وهن عراة، بحمامات الشمس التونسية في المنتجعات الساحلية.إذن لا بأس في أن تنخلعي من ملابسك تماما إذا كنت سائحةً غربيّةً ممن يدفعن بسخاء نظير استمتاعهم بحرارة الشمس والرمال والجنس والخمور... لكن حاولي أن ترتدي الحجاب وسترين ماذا سيحدث لك في هذه الدولة المسلمة المزعومة.
إيفون وقضايا الأمة:
ولم تقتصر جهود "إيفون" في نصرة قضايا الحجاب فحسب ، بل نراها تقف وقفة مشرفة مع الفلسطينيين في غزة، وتكتب عددا من المقالات تطالب من خلالها برفع الحصار الظالم المفروض على أهالي غزة، كما تنتقد الرسوم الدانماركية مشيدة في نفس الوقت بالترابط والتلاحم بين المسلمين أثناء الأزمة ومثمنة المقاطعة الاقتصادية  للمنتجات الدانماركية وتقول "إيفون" :" قوتنا في اتحادنا الذي رأيناه في مقاطعة بعض المنتجات الغربية بعد أحداث الدنمارك ورد الفعل الذي حدث، فالمقاطعة الاقتصادية سلاح قوي ومؤثر وبما أننا نتحدث عن المقاطعة فيجب علينا مقاطعة الدول التي تدعم الحكومة الصهيونية ليس فقط مقاطعة المنتجات بل مقاطعة الشركات نفسها التي تدعم هذه الحكومة"كما انتقدت المذابح التي يشنها الجيش الروسي ضد الشعب الشيشاني المسلم .
وما زال قلمها وجهودها مكرسة لخدمة قضايا دينها ، فلا تأخذها في الله لومة لائم ، ولا ترضخ لضغوط ظالم أو مستبد ..

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

يابن بلدى كفايا سكوت ...
 قوم وصحصح لا العمر يفوت
وتلاقى نفسك مقهور ...
 مظلوم بتموت ...
ولإمتى حنفضل كاتمين الصوت
... خليك ايجابى وبعلو الصوت ...
 قول أنا مصرى ...
ومن النهارده مفيش سكوت .